البستكية في دبيّ

حيّ البستكية في دبيّ هو أحد أجمل المواقع التراثية في المدينة. تمّ بناء البستكية في نهاية القرن التاسع عشر على يد التجّار الفرس الذين جذبتهم الضرائب المنخفضة للإقامة في المنطقة فسكنوها مع عائلاتهم، حيث يعود اسم البستكية إلى مقاطعة بستك في جنوب إيران. وقد كانت تلك العائلات ثرية وقادرة على الحفاظ على تلك المباني بحالة جيدة، وكانت تلك البيوت تبدو عليها علامات الثراء الفاحش لأصحابها في تلك الحقبة.

في السبعينيات ومع النهضة العمرانية التي شهدتها البلاد تمّ تدمير جزء كبير من البستكية لإتاحة المجال أمام بناء المجمّعات الحكومية. وفي عام 1989 قرّرت بلدية دبيّ وضع ما تبقّى من المدينة على جدول الهدم .

ولكنّ المهندس الإنجليزيّ (راينر أوتر) بدأ بحملة للحفاظ على المنطقة باعتبارها معلماً أثرياً وكتب رسالة إلى الأمير تشارلز الذي كان سيزور المدينة في ذلك العام . وعندما وصل الأمير تشارلز إلى المدينة وهو المشهور بعشقه للمباني التاريخية وحسّه المرهف في العمارة ، طلب زيارة البستكية. وهنا التقى بالمهندس (أوتر) الذي أخذه في جولة استكشافية في أنحاء المنطقة ، ومن المتوقّع بالطبع أنّ الأمير تشارلز عبّر عن وجهة نظره لحومة دبيّ تجاه الأهميّة التاريخية والمعمارية التي تتمتع بها المنطقة . وبعد فترة وجيزة من مغادرته ، تراجعت حكومة دبيّ عن قرارها بهدم البستكية.

أٌعلنت المنطقة كمعلم تاريخيّ يجب الحفاظ عليه ومنعت السيارات من المرور في ممرّاتها الضيقة. وتحتوي كثير من المباني في هذه المنطقة على ما يُعرف بأبراج الرياح و هي عبارة عن تقنية بدائية - ولكن ناجحة - للتكييف الهوائيّ . بعض المباني ما زالت ملكيّات خاصّة ولكنّ كثيراً منها تحوّلت إلى مناطق مفتوحة امام الجمهور ، ومن هذه البنايات مركز الشيخ محمّد للتفاهم الثقافي و متحف دبيّ و مقهى (باستا آرت).

في وسط دبيّ يقع فندق (فورشن غراند) على بعد أقل من 4 كم عن مركز الديرة. ويوفّر الفندق غرفاً مكيّفة للنزلاء مع خدمة الإنترنت اللاسلكيذ المجاني . تتمتّع غرف فندق (فورشن غراند) بأثاث حديث و بديكورات عصرية مع ألوان طبيعية . كما تحتوي الغرف على ثلاجة صغيرة و حمّام خاص بينما تتميّز بعض الغرف بمنطقة جلوس منفصلة مع شاشات تلفاز مسطّحة.